شدد تقرير أميركي حديث علي أهمية برمجة الروبوتات العسكرية ذاتية الحركة والتي ستتحمل في المستقبل مهمة خوض الحروب كي تكون قادرة علي العيش من خلال قانون حربي صارم، وإلا فإن العالم سيتعرض لفظاعات مجهولة الهوية والمصدر نتيجة لما قد يحدث من تصرفات بواسطة أياديهم الفولاذية. وقالت صحيفة التايمز اللندنية في عددها الصادر اليوم أن هذا التحذير المذهل – الذي اشتمل علي مناقشة لسيناريو محتمل قد يحدث علي غرار فيلم Terminator الذي قامت فيه الروبوتات بالانقلاب ضد أسيادهم من البشر – قد تم إصداره في تقرير قيم للغاية تم تمويله وإعداده لمكتب الأبحاث البحرية السري والتقني التابع للأسطول الأميركي.
وأوضحت الصحيفة أن هذا التقرير الذي يعد بمثابة العمل الجاد الأول من نوعه علي صعيد الأخلاقيات العسكرية للروبوتات، يتوخي حقبة سريعة الخطي تتميز فيها الأجهزة الروبوتية بقدر كاف من الذكاء تتيح لها إمكانية اتخاذ قرارات داخل ساحة الميدان القتالية التي تعتبر حكرا علي البشر خلال الوقت الراهن. كما أكد التقرير في الوقت ذاته علي أن الروبوتات قد تأتي لإظهار مزايا معرفية كبيرة تفوق المزايا الخاصة بجنود البشر الحديث.
ونقلت الصحيفة عن باتريك لين، المعد الرئيسي للتقرير :" هناك فكرة خاطئة تتحدث عن أن الروبوتات سوف تقوم فقط بما سنضبطهم علي فعله. ولسوء الحظ ، أصبح مثل هذا الاعتقاد اعتقاد بالي تماما ً، والعودة إلي عصر يمكن فيه كتابة وفهم البرامج من جانب شخص واحد فقط ". وقال لين أيضا ً أن الحقيقة كانت متمثلة في أن البرامج الحديثة كانت تشتمل علي الملايين من الخطوط الشفرية وكانت تقوم أطقم من المبرمجين بكتابتها، لا يعرف أي منهم البرنامج كاملا ً: وبالتالي، لم يتمكن أي فرد في واقع الأمر من تنبؤ الآلية التي ستتفاعل من خلالها النسب المتنوعة للبرامج الضخمة دون إجراء اختبارات مكثفة في ساحة القتال – وهو الخيار الذي قد يكون إما غير متاحا ً أو يتم تجاهله بشكل متعمد من جانب مصممي الروبوتات القتالية.
واقترح لين أن يكون الحل هو مزج نظم البرمجة المبنية علي القواعد بفترة " تعلم الصواب والخطأ في الحرب ". وأشارت الصحيفة إلي أن هناك العديد من السيناريوهات الغنية التي توجز مجموعة من الموضوعات الأخلاقية والقانونية والاجتماعية والسياسية، وجاءت تلك السيناريوهات في الوقت الذي تمت فيه تغطية التكنولوجيا الروبوتية في التقرير. ومن بينها: كيف نحمي جيوشنا الروبوتية من الهجمات الإرهابية أو أعطال البرمجيات؟ من يتحمل المسؤولية إذا اهتاج الروبوت وسط حشد من المدنيين – الروبوت، أم مبرمجه، أم الرئيس الأميركي؟ هل يجب أن تمتلك الروبوتات ما يطلق عليه " الحول الانتحاري " وهل يجب أن يتم برمجتها من أجل المحافظة علي حياتهم ؟
وقالت الصحيفة التي حصلت علي نسخة من التقرير الذي أعده قسم الأخلاقيات والتكنولوجيا الناشئة بجامعة الفنون التطبيقية بولاية كاليفورنيا، أنه يحذر الجيش الأميركي بشدة من أي تهاون أو اختصارات في الوقت الذي بدأ فيه مصممو الروبوتات الحربية في الاندماج بداخل هوجة السوق، وفي ظل تزايد إيقاع الخطي التقدمية التي يتم تحقيقها في مجال المخابرات الصناعية. وربما يتزايد أي شعور بالعجلة بين المصممين من جانب أي من ولايات الكونغرس الأميركي من أجل تحويل ثلث كافة الطائرات العملياتية إلي طائرات آلية تعمل بدون طيار قبل عام 2010، وكذلك تحويل ثلث جميع المركبات الأرضية القتالية إلي مركبات آلية أيضا قبل عام 2015.